الأسبوع الثاني والثلاثون من الحمل يقضي جنينك الكثير من وقته نائمًا، وعندما يستيقظ، يمكنكِ رؤية بطنك تتمايل ويتغير وضعها، كما يمكنك رؤية الجنين يضربك بكوع أو ركبته بشكل غريب ويهرب بعيدًا، تجري الكثير من الأحداث هناك! في نهاية الأسبوع الثاني والثلاثين، تكونين على أعتاب الشهر الثامن من الحمل، ويتبقى من الزمن شهران فقط! إذا كان هذا حملكِ الأول، قد تشعرين بمزيج من الإثارة وقليل من التوجس الصحي أيضًا، فكونك أمًا للمرة الأولى يعني أنه يتوجب عليكِ إحداث بعض التغييرات في حياتكِ، وبغض النظر عن مخططاتك للمواءمة بين العناية بطفلكِ وخططك ونمط حياتكِ، ستكون هنالك تغيرات كبرى تتعلق بما يمكنكِ تحقيقه وأولوياتك القصوى. ساعديني من فضلك سيعتمد طفلك عليك في أن تتنبئي بكل احتياجاته وتوفيرها له، وسيستغرق الأمر منكِ وقتًا وتدريبًا حتى تتعلمي كيفية القيام بذلك، فإذا كنتِ قد أنجبتِ طفلاً من قبل، فربما تظلين متحيرة وتتساءلين كيف سيتأقلم هذا الطفل الجديد على العيش في ظل هذه الأسرة، وكيف سيتوفر لك الوقت لرعاية طفل جديد يعتمد عليكِ هو الآخر في رعايته. دعي القلق جانبًا ولا تستسلمي له كي لا يستنزفكِ، وأعدي قائمة بالأفراد الذين سيقفون بجانبك عند ولادة الطفل من العائلة والأصدقاء والمتاح لهم فرصة مساعدتك في تلك الظروف، وعادة ما يسعد الناس بالمساعدة في تلك الظروف ويقدّرون أن يُطلب منهم ذلك ويكونون على قدر من المسؤولية، وربما تشعرين أنه من السابق لأوانه القيام بذلك، إلا أن ذلك سيخفف عنك الكثير من القلق وستشعرين أنك قد بدأتِ في التخطيط لتلك الظروف الصعبة في أيامها الأولى. التغيرات الجسدية التي ستطرأ عليكِ هذا الأسبوع • يزداد حجم بطنك، ويصبح ثدياك قريبين منها، وتزداد صعوبة رؤية ركبتيك ويكاد الزر الموجود بالملابس في منطقة بطنك ينفجر الآن، ولم يعد بين ثدييك وبداية بطنك سوى مساحة صغيرة، وقد تستريحين الآن معظم الوقت عند ارتداء حمالة الصدر بسبب زيادة وزن ثدييك، وحتى عند النوم ترتاح بعض السيدات الحوامل عند ارتداء حمالة الصدر المعدة خصيصًا للحوامل لإراحة أثدائهنّ. • كوني منتبهة لأي طفح جلدي يظهر تحت ثدييك، لأنه يتزايد بسبب العرق، وتساعدك أخذ حمامات باردة، ورشة خفيفة من بودرة التلك الماصة، والنظافة العامة الجيدة على تجنب الإصابة الفطريات ومن تزايدها. • من المحتمل أن تجدي نفسك تتنهدي أثناء الجلوس وتبعدين أي شيء له وزن من على ساقيك، وتجنبي جولات التسوق التي تدوم لفترات طويلة وتعلمي أن تسرّعي من أدائك، فسيصعب عليكِ الاستمرار في الأنشطة التي تتطلب حتى القدر المتوسط من المجهود البدني، وخطّطي ليومك بحيث يشتمل على أوقات للراحة. • يزداد وزنك بما يتوافق مع نمو طفلك، فقد يزداد وزن بعض السيدات بمعدل يصل إلى نصف كيلو جرام كل أسبوع من الأسابيع المتبقية، كما يؤدي احتباس السوائل إلى زيادة الوزن، وهذا يعد أمرًا لا بد منه في الثلث الأخير من الحمل بشكل كبير، واحذري من الارتفاعات المفاجئة والسريعة في وزنك واحذري من الإصابة بالصداع الشديد، فربما تشير تلك العلامات إلى ظهور بعض الأعراض عليك، فاستشيري القابلة أو الطبيب إذا حصل لك أي من تلك التغييرات. • من الآن فصاعدا ووصولًا إلى الأسبوع السادس عشر، قد تصبح متابعة الحمل مرة كل أسبوعين، ثم تصبح بعد ذلك مرة كل أسبوع، وتعودي على إجراء تحليل بول وقياس ضغط الدم والفحص الظاهري للبطن، وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يبدو مملًا بعض الشيء بالنسبة لكِ، إلا أن متابعة حالتك بعناية يعد أمرًا في غاية الأهمية، ففي الثلث الأخير من الحمل، تكثر الإصابة بحالات مثل تسمم الحمل وسكري الحمل والولادة المبكرة. التغيرات العاطفية التي ستطرأ عليك هذا الأسبوع • ألم تعودي قادرة على التحمل؟ في الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، ربما تصلين إلى مرحلة عدم رغبتك في الولادة، على الرغم من أن وقت الولادة يقترب بسرعة، فإذا كان لديك أطفالًا صغارًا آخرين، تزداد صعوبة الحمل عليكِ بطبيعة الحال بالنسبة للجسم العادي، ويزداد الإرهاق في نهاية اليوم بسبب الانحناء للعناية بهم في الحمام، ورفعهم من عربة الأطفال، والتقاط الألعاب التي لا تنتهي من على الأرض. • يمكنك الشعور وكأنك تتحملين أمر الحمل وحدكِ، والحقيقة أنك وزوجكِ تعملان في هذه المرحلة بوظيفة الملاحظ نوعًا ما لأي أمر جديد، فعندما تشعرين بالضجر أخبري زوجِك بما تحسين به، ووضحي له بصراحة كيف يمكنه مساعدتك ولا تتوقعي منه أن يقرأ أفكارك. التغيرات التي ستطرأ على جنينكِ هذا الأسبوع • يزن طفلك هذا الأسبوع حوالي 1.8 كيلو جرامًا، ويبلغ طوله حوالي 50 سنتيمترًا، ويكتسب الطفل معظم وزنه في الأسابيع القليلة المقبلة، حيث يزداد بمعدل 250 جرامًا تقريبًا في الأسبوع من الآن وحتى يبلغ 35 أسبوعًا، ويقضي طفلك الكثير من وقته في الركل برجليه والبلع وتحريك ذراعيه الصغيرتين والامتصاص والتكشير والعبوس، وحتى أنه يمكنه تحريك رأسه من جانب إلى آخر وفتح عينيه وغلقهما. • يشغل الطفل في هذه المرحلة كل المساحة الموجودة في رحمك ويلامسه من كافة الجوانب، ولهذا السبب تلتقط النهايات العصبية الخاصة بكِ كل حركة يقوم بها، وبناءً على ذلك تشعرين طوال الوقت بوجود شخص معكِ وملازم لك. • لا يزال طفلك يقضي فترات من الراحة والنشاط بنمط متشابه كل يوم، وعلى حد قول بعض السيدات، يأخذ الجنين في الحركة وكأنه يمارس الجمباز عندما يأوين إلى فراشهن باعتبار ذلك إشارة له للبدء باللعب، ولكن يمكن أن يعزى هذا الأمر إلى عدم وجود ما يشغلك عنه في الفترة المذكورة، لذلك تكونين على إدراك تام بكل حركة يقوم بها حينها. • تصبح بشرة جنينك أقل شفافية وتشبه إلى حد كبير البشرة المثالية للمولود الصغير، كما تتراكم كميات أكبر من الخلايا الدهنية تحت الجلد وتنتفخ ثنيات الجلد. • تزداد صلابة عظام طفلك وتزيد نسبة الكالسيوم فيها، وهذا يعني أن نظامك الغذائي تزداد أهميته بشكل خاص في هذه المرحلة من الحمل، وبناءً عليه، تأكدي من أنك تتناولين من ثلاث وجبات (أو أربع) غنية بالكالسيوم كل يوم مثل الحليب والجبن والزبادي واللوز والأسماك العظمية التي تؤكل مع هيكلها العظمي والخضروات ذات الأوراق الخضراء. وفي حال كنت لا تستسيغين الحليب البقري، يمكنك الانتقال إلى منتجات حليب الصويا الغنية بالكالسيوم. إرشادات الأسبوع • انهضي من الفراش على مهلك لسلامة ظهرك، فتدحرجي أولًا على جانبك ثم استخدمي كلتا يديك في ""الاعتدال بهدوء"" لأخذ وضعية الجلوس، وحركي مؤخرتك بالقرب من حافة الفراش حتى لا تتعبي أو تنحني للأمام أكثر من اللازم، وتعودي على الجلوس لمدة دقيقة أو دقيقتين قبل أن تقفي، حيث ينخفض ضغط الدم عند الاستلقاء، ويختلف الأمر عند الوقوف، لذا امنحي نفسك الفترة البينية اللازمة للتكيف. • إذا كان يزعجك التفكير في رفع ملابسك التحتية طوال الوقت خلال الشهرين المقبلين، اشتري الملابس الخاصة بالحوامل، وعلى الرغم من أنها لا تُعتبر من الملابس الداخلية الجميلة، إلا أنها قريبًا ستكون أحب الملابس لديكِ، حيث تُصنع هذه الملابس مع الأخذ في الاعتبار زيادة حجم البطن، وأن تكون في الوضع المناسب عند الجلوس فلا تعودي منشغلة بهندمة ملابسك طوال الوقت. • تجنبي تناول وجبات كبيرة وتكرارها، إذ ستجعلك تشعرين كما لو أن قالبًا من الطوب موجود في داخل معدتك، فبدلًا من ذلك، تناولي الأطعمة الخفيفة والسهلة في الهضم والتي لا تتطلب مجهودًا كبيرًا في الهضم، وتتمثل المحاور الأساسية والجيدة للوجبات الخفيفة الصحية في الفاكهة والخضروات والسندويتشات المحمصة والسلطات واللبن والحبوب والبسكويت والجبن، ولا تنسي شرب كمية كبيرة من الماء، لأنها تساعدك على الحفاظ على ترطيب جسمك وعلى نشاطك العقلي وانتباهك واستمرار عمل كليتيكِ بالشكل المطلوب. • ابدئي البحث عن شراء كاميرا من النوع الجيد إذا لم يكن لديك واحدة، لأنك عندما تدخلين في مرحلة المخاض لن يتوفر لديك وقت لقراءة ورقة التعليمات ولمعرفة طريقة شحن البطاريات، ستشعرين بالندم إذا مرت عليك تلك اللحظات الثمينة في حياتك وهي الأيام الأولى بعد الولادة إذا لم يكن لديك كاميرا لالتقاط صورها، وحتى إذا لم يعجبك مظهرك في الصور، فستكون بمثابة استثناءٍ لمظهرك في السنوات القليلة القادمة. • تحدثي مع القابلة أو الطبيب حول فوائد القيام ببعض الشد لمنطقة العجان، فإذا كنتِ ستخضعين للولادة الطبيعية، سيحتاج عجانك إلى التمدد كثيرًا للسماح برأس المولود بالمرور، حيث يمكن أن يساعد بعض الشد للعجان في تجنب الحاجة إلى إجراء شق العجان (شقه جراحياً)، إلا أنه في بعض الأحيان يكون أمرًا ضروريًا لتوسعة فتحة المهبل. الدخول في الأسبوع الثالث والثلاثين
إن الأسابيع الأربعين التي تسبق ولادة طفلك مليئة بالمعالم الرائعة ، والتحولات الجسدية التي ستدهشك ، والشعور بالتوقع الذي ينمو مع اقتراب اليوم الكبير.