يقترب طفلك من الشهر الثالث من عمره، وهو وقت حدوث المزيد من التغيير والنمو، حيث ستلاحظين مدى نمو جسمه من ملابسه الصغيرة، وقد تكونين بحاجة إلى شراء بعض الملابس الأكبر مقاسًا. فمعظم الأمهات يقمن بذلك من تلقاء أنفسهن، وإذا حالفكِ الحظ، فسيكون لديكِ الكثير من الملابس التي قدمت لطفلك كهدايا.
احرصي على مساعدة طفلك في تجربة ملابسه، حتى وإن كنتِ تقضين اليوم بأكمله في المنزل، فسيدهشك مدى سرعة نمو جسمه.
يًعد وزن طفلك مؤشرًا واحدًا فقط على نموه، حيث إنك ستلاحظين أنه أصبح أطول ورأسه أكبر قليلاً وأطرافه أكثر استقامة عما كانت عليه قبل بضعة أسابيع فقط، كما أن وزن طفلك قد يتأثر بالعديد من العوامل، مثل تركيبة جسمه والعوامل الجينية التي ورثها عنكِ وعن والده وبيئة نموه والتغذية التي يحصل عليها كل يوم.
من يشبه طفلك؟
من المحتمل أن تشعري ببروز ملامح شخصية طفلك الآن بسمات طفولية فريدة وخاصة به، وقد ترين أو تشعرين بالتشابه العائلي الذي قد يدهشك؛ وعلى النقيض، قد يبدو طفلك فريداً لدرجة ألا يشبه أي شخص آخر في العائلة بأكملها. كما تشعر الأمهات بغريزة طبيعية للاستجابة لاحتياجات الطفل ورعايته، فالأمر يتعلق أيضاً بالبهجة والمتعة الصافية المرتبطة بحب هذا الطفل الصغير الذي أنجباه.
إن طبيعة الأطفال تسهل الوقوع في حبهم، إذ أن هناك شيئاً ما يثير عاطفة الوالدين تجاههم، فيرغبون القيام بأي شيء من أجلهم. ففي العائلات التي لديها أكثر من طفل، من الشائع أن يختلف شعور الوالدين تجاه كل طفل من أطفالهم، وهذا قد يعود لعدة أسباب. وإذا لم تشعري بالعاطفة والارتباط بطفلك، يجب عليك التحدث مع شخص ما، حيث إنه بحلول الأسبوع الحادي عشر يفترض أن تكوني قد حصلتِ على متسع من الوقت والفرص لتوطيد علاقتك بطفلك، فهذه الأسابيع يجب أن تكون وقتاً ممتعاً، حتى وإن كانت مرهقة بشكل أكبر مما كنت تتخيلين.
التغذية
قد يشعر بعض الأطفال بالجوع باستمرار دون الشبع، حتى بعد الرضاعة لفترة طويلة، قد تكون الرضاعة أكثر الأوقات المبهجة بالنسبة لهم، فلا تكاد تمر فترة طويلة إلا ورغبوا في الرضاعة مجدداً. وإذا كان هذا حال طفلك، فلا داعي للقلق؛ إذ أنه ما دام وزن طفلك يزداد بشكل جيد – حوالي 150 إلى 200 جرام في الأسبوع، فسوف يحتاج إلى الحصول على كمية من الحليب كافية لنموه. ولا تحاولي إطعام طفلك الأطعمة الصلبة، بغض النظر عن أي نصائح تقدم لكِ، حيث إن قدرته على الهضم لا زالت غير كافية للتعامل مع تناول أي أطعمة أخرى غير حليب الثدي أو الحليب الصناعي، فلن تستطيع القناة الهضمية للطفل التعامل مع الأطعمة الأخرى إلى أن يقترب الطفل من عمر ستة أشهر.
ويعتقد أن تأجيل إطعام الطفل الأطعمة الصلبة حتى يصل عمر 4إلى 6 أشهر استراتيجية وقائية لتجنب الإصابة بالحساسية.
النوم
لا يزال تبدو على طفلك علامات التعب في الأسبوع الحادي عشر، مثل التثاؤب والانزعاج وعدم القدرة على تحمل التحديق المستمر لفترة طويلة والنظر بعيداً، كما أنه قد يبدو شاحباً قليلاً مع احمرار العينين. لذا، تجنبي تعرض الطفل للإرهاق الشديد قبل وضعه في المهد للنوم.
لدى كل طفل موعد محدد يميل فيه إلى النوم بشكل أسرع. حيث إن تفويت تلميحات وإشارات الطفل بالتعب ورغبته بالنوم يمكن أن تسبب له الإرهاق الشديد، وهذا سيزيد من صعوبة تهدئته واستغراقه في النوم.
إذا كنتِ تشعرين بالسعادة لاحتضان طفلك حتى ينام، فلا بأس بذلك إذا كان ذلك مناسب لكليكما. ولكن، من الشائع في هذه المرحلة العمرية أن ينام الطفل حوالي 20 دقيقة إذا تم وضعه في سرير وهو نائم بالفعل؛ إذا كان هذا ما يحدث مع طفلك، احرصي على وضعه في المهد عندما يكون نعساً ومتعباً ولكن لا يزال مستيقظاً.
كما أن التربيت عليه وتهدئته وطمأنته عندما يكون في مهده تعتبر جميعها استراتيجيات جيدة لتشجيع الطفل على النوم في نفس المكان الذي سيستيقظ فيه.
السلوك والنمو
قد تتمتعين بالكثير من ابتسامات طفلك وأصواته وحركات فمه وحتى ضحكاته في هذا الأسبوع، فيمكنك أن تلعبي معه لعبة إخفاء الوجه باليد وإظهاره فجأة وإصدار الأصوات بالفم على بطن الطفل، وغناء أغاني الأطفال وإظهار التعبيرات المضحكة والاستمتاع بالوقت معه. ابتكري بعض الألعاب الخاصة بكِ وبطفلك، فهذه التفاعلات لا يفترض بها أن تكون معقدة، ففي الواقع كلما كانت أبسط كلما كانت أفضل، فبهذه الطريقة ستساعدين في تغذية عقل طفلك الذي لا يقل أهمية عن تغذية جسمه.
وقد أظهر العلم أن واحدة من أسرع وأهم الفترات لنمو دماغ طفلك تحدث في السنوات الثلاثة الأولى من حياته؛ لذا من الضروري أن يحصل الطفل على الحب والعاطفة والتربية والرعاية خلال هذا الوقت وإلى أن يصبح شخصًا راشدًا مستقلًا تماماً.
تجنبي الشعور بضرورة القيام بجميع أمور طفلك، ففي بعض الأحيان يكفي أن تكوني بجانبه.
البكاء
قد تتغير طريقة بكاء طفلك الآن، فتصبح أكثر حدة وأعلى صوتاً وأكثر تطلباً، إذ أنهم بدأوا يدركون ما يرغبون به، فتجدين أن أصوات بكائهم أصبحت مختلفة بناءً على احتياجاتهم. ويكون التعامل مع بعض الأطفال أسهل من غيرهم، فيكون بعضهم أكثر تقبلاً ويسهل إرضاؤه وسرعان ما يهدأ، في حين أن البعض الآخر يكون لديه احتياجات أعلى ويتطلبون الكثير من التهدئة والطمأنينة قبل أن يهدأوا ويناموا.
ونذكر مجدداً أن حدة المزاج والشخصية نُعد من الخصائص الموروثة جينياً، فالعديد من الأمهات يشعرن بانعكاس شخصيتهن على أطفالهم، حتى في هذه المرحلة المبكرة.
الروتين اليومي
قد تقل عدد مرات رضاعة الطفل إلى 5 مرات في اليوم، وقد لا يستيقظ للرضاعة في منتصف الليل، لذا استغلي هذه الفرصة في النوم لفترة أطول ليلًا، لتتوافق أوقات نومكما. يعتقد الوالدان خاصة الأمهات أن نوم الطفل لفترات أطول يُعتبر فرصة لإنجاز بعض الأعمال المنزلية، ولكن عليكِ الموازنة بين الأمور التي تقومين بها وعدم التنازل عن فرصتك في النوم في سبيل الحصول على منزل مُرتب.
يُعد النوم أمرًا بالغ الأهمية حتى يعمل الجهاز المناعي جيداً، كما أنه يساعد في الحفاظ على ذاكرتك، إضافة إلى الشعور بالنشاط والحيوية في اليوم التالي. فإذا شعرتي بضعف في الذاكرة، فالنوم لفترة أطول قد يكون مفيدًا. وتأكدي من ترطيب جسمك جيداً بشرب المياه، وتجنبي شرب الكثير من القهوة أو الشاي.
الأشياء المتوقع حدوثها
يقترب الطفل من الشهر الثالث من عمره، فهو عمر رائع حيث ينام لفترة أطول، وستكتشفين أنه بإمكانك توقع احتياجاته، كما أن مُعدل بكائه أصبح أقل. لا تقلقي إذا لم ينم الطفل لفترات طويلة في أحد الأيام.
وتحدثي مع أخصائي الرعاية الصحية حول ما إذا كنتِ تقدمين الرعاية المناسبة أو الكافية للطفل أم لا. يُعد الاسترخاء في حوض الاستحمام في مياه دافئة وتدليك البطن والذهاب للتمشية وتخصيص وقت للراحة من الوسائل التي تساعد على التهدئة.